الصحفيون بعد الكتاب
بكر ابو بكر
لم يكن غريبا أن يستطيع الكتاب الفلسطينيين إعادة ترتيب بيتهم في الداخل والخارج، بعد جولات طويلة وحوارات ضنية،وتحركات جادة ، وخلافات مفهومة، وقبول ومعارضة هي من طابع الكتاب، وهي من طابع العمل الديمقراطي.
فمن المفترض أن الكتاب يمثلون طليعة الأمة ، وصوت الفكرة ، ونبض الحياة،وثمرة حوارات الصالونات والمقاهي والحقول. وهم حراس الثقافة التي لا تفرق بين الناس في الطول أو العرض ، في الشريحة أو المستوى ، في اللون أو حين انتصار الريح . وهم ضمير متحرك يهتز مستدعيا الوعي عند أول خطوة وبعد كل حركة وإثر كل نقلة في المجتمع، وفي نسيج الجماهير وخيارات الفلاحين وأصحاب الأيادي السمراء. وهم نواب الشعب يعبرون عن قطرات العرق والنفس الحانق والدفء المنشود والحضن الأثير، وعند اشتداد المحن تحيط بالبلاد والثقافة والمفاهيم والقيم المتفاعلة بين السياسيين وباعة البليلة والحراثين وباعة الزهور وأصحاب العيون الناعسة .
لقد كان من حسن الطالع أن يتمكن الكتاب من توحيد المعايير والأسس بين الوطن وخارج الوطن في صياغة مفاهيم ومسودة دستور أو نظام داخلي مؤقت ليعاد الالتقاء حوله بعد إجراء انتخابات الخارج فيصبح المتحرك ثابتا ما ثبت الخيار، والقرار فعل تطبيق بين أيدي أعلام الفكر والثقافة في فلسطين.
هذا بشأن الكتاب والأدباء، والذين مازالوا بحاجة لخطوات ثقيلة وطويلة وسريعة في اتجاهات عدة، فماذا عن الاتحادات الأخرى ؟! التي مازالت توزع تيها بين الداخل والخارج مثل المهندسين والطلاب والعمال والصحفيين على سبيل المثال ؟! ولنأخذ الصحفيين كأنموذج على اعتبار أنهم أصبحوا بلا أغلال الارتباط السابق بالكتاب فتماهت المعايير بين إطار كان هو للكتاب والصحفيين معا، ولكنه أعلن بوضوح انفكاك الشريحتين ، وقرر إعطاء الضوء الأخضر للصحفيين أن يعيدوا ترتيب أنفسهم وتوحيد خطواتهم بين الداخل والخارج وبأسس نقابية سليمة تأخذ بالاعتبار دمج الصحفيين بالوطن في الضفة والقطاع مع أولئك المبدعين والكثر في خارج الوطن.
إن أهمية ماحصل منذ أيام والمتمثل بانعقاد المؤتمر التأسيسي التوحيدي للاتحاد العام لكتاب فلسطين بأهمية إلغاء الفروقات والخطوط الفاصلة بين الأخوة ، بين عدد كبير من المبدعين المتوزعين على امتداد جغرافيا العالم العربي وخارجه وبين عدد كبير من الكتاب في الوطن الذين ينتظرون نقابة أو اتحاد يدعم تنوع فكرهم وحريتهم ونتاجاتهم من جهة ويبرز إبداعاتهم في شتى الجوانب الاجتماعية والسياسية والأدبية وكلها ذات مضمون ثقافي يعبر عن رائحة الثرى وانتصار الربيع، وعظم القضية وضرورة انتصار التجدد.
إن نقابة الصحفيين الفلسطينيين ملزمة كما هو شأن كافة الاتحادات الأخرى بالسير في طريق النور، حيث الضرورة محكمة لتحقيق الربط بين الكافة حيث الفلسطيني في أي مكان هو عنوان الانتقال من الكمون إلى بيداء الانطلاق، ومن الحبو إلى الركض في رحاب حرية المجتمع المدني الفلسطيني.
إن الديمقراطية بالفكرة والوسائل تفترض حصانة التعبير عن الأفكار واحترام الوسائل وجعل مساحة الحوار مفتوحة تتوسع باستمرار ولكن بما يجعل من القبول أو الرفض مرتبطا بالقناعة أو احترام الآليات والنظام ، وباعتبار القيم -التي منها الالتزام- تفرض على الأمانات و الهيئات العامة احترام رأي الأكثرية ، دون بخس الأقلية حقها في التعبير ودون أن تترك الأقلية للعبة المعارضة لمجرد الدفاع عن مواقع كانت محصنة وفك من
حولها السياج.
إن الانتقال من حالة التعليق للفعل الديمقراطي الى حالة التطبيق للمفهوم يفترض تنشيط الحوار ضمن المساحة المفتوحة دون انفعالات أو تشظيات أو اتهامات أوتعديات ، وإنما بعقول تأخذ وتمنح ، تتبادل ولا تغلق الصندوق وتلقي بالمفتاح في اليم.
بكر ابو بكر
لم يكن غريبا أن يستطيع الكتاب الفلسطينيين إعادة ترتيب بيتهم في الداخل والخارج، بعد جولات طويلة وحوارات ضنية،وتحركات جادة ، وخلافات مفهومة، وقبول ومعارضة هي من طابع الكتاب، وهي من طابع العمل الديمقراطي.
فمن المفترض أن الكتاب يمثلون طليعة الأمة ، وصوت الفكرة ، ونبض الحياة،وثمرة حوارات الصالونات والمقاهي والحقول. وهم حراس الثقافة التي لا تفرق بين الناس في الطول أو العرض ، في الشريحة أو المستوى ، في اللون أو حين انتصار الريح . وهم ضمير متحرك يهتز مستدعيا الوعي عند أول خطوة وبعد كل حركة وإثر كل نقلة في المجتمع، وفي نسيج الجماهير وخيارات الفلاحين وأصحاب الأيادي السمراء. وهم نواب الشعب يعبرون عن قطرات العرق والنفس الحانق والدفء المنشود والحضن الأثير، وعند اشتداد المحن تحيط بالبلاد والثقافة والمفاهيم والقيم المتفاعلة بين السياسيين وباعة البليلة والحراثين وباعة الزهور وأصحاب العيون الناعسة .
لقد كان من حسن الطالع أن يتمكن الكتاب من توحيد المعايير والأسس بين الوطن وخارج الوطن في صياغة مفاهيم ومسودة دستور أو نظام داخلي مؤقت ليعاد الالتقاء حوله بعد إجراء انتخابات الخارج فيصبح المتحرك ثابتا ما ثبت الخيار، والقرار فعل تطبيق بين أيدي أعلام الفكر والثقافة في فلسطين.
هذا بشأن الكتاب والأدباء، والذين مازالوا بحاجة لخطوات ثقيلة وطويلة وسريعة في اتجاهات عدة، فماذا عن الاتحادات الأخرى ؟! التي مازالت توزع تيها بين الداخل والخارج مثل المهندسين والطلاب والعمال والصحفيين على سبيل المثال ؟! ولنأخذ الصحفيين كأنموذج على اعتبار أنهم أصبحوا بلا أغلال الارتباط السابق بالكتاب فتماهت المعايير بين إطار كان هو للكتاب والصحفيين معا، ولكنه أعلن بوضوح انفكاك الشريحتين ، وقرر إعطاء الضوء الأخضر للصحفيين أن يعيدوا ترتيب أنفسهم وتوحيد خطواتهم بين الداخل والخارج وبأسس نقابية سليمة تأخذ بالاعتبار دمج الصحفيين بالوطن في الضفة والقطاع مع أولئك المبدعين والكثر في خارج الوطن.
إن أهمية ماحصل منذ أيام والمتمثل بانعقاد المؤتمر التأسيسي التوحيدي للاتحاد العام لكتاب فلسطين بأهمية إلغاء الفروقات والخطوط الفاصلة بين الأخوة ، بين عدد كبير من المبدعين المتوزعين على امتداد جغرافيا العالم العربي وخارجه وبين عدد كبير من الكتاب في الوطن الذين ينتظرون نقابة أو اتحاد يدعم تنوع فكرهم وحريتهم ونتاجاتهم من جهة ويبرز إبداعاتهم في شتى الجوانب الاجتماعية والسياسية والأدبية وكلها ذات مضمون ثقافي يعبر عن رائحة الثرى وانتصار الربيع، وعظم القضية وضرورة انتصار التجدد.
إن نقابة الصحفيين الفلسطينيين ملزمة كما هو شأن كافة الاتحادات الأخرى بالسير في طريق النور، حيث الضرورة محكمة لتحقيق الربط بين الكافة حيث الفلسطيني في أي مكان هو عنوان الانتقال من الكمون إلى بيداء الانطلاق، ومن الحبو إلى الركض في رحاب حرية المجتمع المدني الفلسطيني.
إن الديمقراطية بالفكرة والوسائل تفترض حصانة التعبير عن الأفكار واحترام الوسائل وجعل مساحة الحوار مفتوحة تتوسع باستمرار ولكن بما يجعل من القبول أو الرفض مرتبطا بالقناعة أو احترام الآليات والنظام ، وباعتبار القيم -التي منها الالتزام- تفرض على الأمانات و الهيئات العامة احترام رأي الأكثرية ، دون بخس الأقلية حقها في التعبير ودون أن تترك الأقلية للعبة المعارضة لمجرد الدفاع عن مواقع كانت محصنة وفك من
حولها السياج.
إن الانتقال من حالة التعليق للفعل الديمقراطي الى حالة التطبيق للمفهوم يفترض تنشيط الحوار ضمن المساحة المفتوحة دون انفعالات أو تشظيات أو اتهامات أوتعديات ، وإنما بعقول تأخذ وتمنح ، تتبادل ولا تغلق الصندوق وتلقي بالمفتاح في اليم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق